نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 33
وأوضح من ذلك في عدم الصحة إنكار أصل
الارتضاع!
5/ النبي محمد إلى سن العشرين:
بعد ما بقي النبي في حي بني سعد إلى سن
الرابعة من العمر، رجع إلى مكة المكرمة ليبقى بجوار أمه المكرمة آمنة، وجده زعيم
مكة عبد المطلب بن هاشم، لكنه سيفتقد أمه عليها السلام بعد سنتين وأشهر، فكأن
الزمان الذي استكثر عليه رعاية أبيه عبد الله، استكثر عليه حنان أمه، فما لبث أن فقدها
وعمره ست سنين وأشهر،[1]
فآواه الله وكان له، فزاد عبد المطلب من رعايته إياه، وأعظم شأنه وقدمه على سائر
ولده وهو ابن أصغرهم سنًّا إلى درجة أنه كان
يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة لا يجلس عليه أحد إلا هو
إجلالًا له وكان بنوه يجلسون حوله حتى يخرج عبد المطلب، فكان
رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج وهو غلام فيمشي حتى يجلس على الفراش فيعظم ذلك
على أعمامه ويأخذونه ليؤخروه فيقول لهم عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم: « دعوا ابني
فوالله إن له لشأنًا عظيمًا إني
أرى أنه سيأتي عليكم يوم وهو سيدكم، إني أرى غرته غرة تسود الناس».[2]
[1]) في الكافي ج ١/ ٤٣٩ أنه فقد أمه وهو
عليه السلام ابن أربع سنين.