نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 40
قصير، بل رأت ذلك أمه المكرمة حين ولادته
فكيف به صلى الله عليه وآله؟ وكان يرى المبشرات واحدة بعد أخرى طيلة هذه المدة.[1]
أفكان يحتاج إلى ورقة وغيره ليقنعه بنبوته؟ وعجيب من هذا (الورقة) الذي يُقنِع
النبي بنبوته ثم لا يؤمن به وقد بعثه الله بالنبوة! وينتظر أن تمر السنوات حتى
يرجع شابًا قويًّا ويخرج الكفار النبي حتى ينصره! فهو يبيع بالآجل ويقبض بالعاجل!
ومن الواضح أن ما بعد مرحلة البعثة قد شكّلت
فاصلًا بين عالَمين وإنسانين وأن ما بعد البعثة النبوية مختلف جدًّا مع ما قبلها،
فإن هذه البعثة تشير إلى اتصال الإنسان الضعيف بمصدر القوة الإلهي، والبشر الجاهل
بالعالم القادر، وكانت البعثة مناسبة لانبعاث الخيرات على العالم.
الاسراء والمعراج
في السنة الثالثة[2]للبعثة
النبوية على الأكثر أُسري برسول الله صلى الله عليه وآله من مكة المكرمة إلى
المسجد الأقصى في فلسطين وعرج به من هناك إلى السماوات العلى. والإسراء يعني
[1]) الطبري «فكان من ذلك انّه إذا مرَّ في طريق لا يمر بشجر ولا
حجر إلاّ سلَّم عليه فقال: السلام عليك يا رسول الله، فيلتفت يميناً ويساراً فلا
يرى أحداً».
[2]) العاملي؛ جعفر مرتضى: الصحيح من سيرة النبي الأعظم 3/ 101.
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 40