نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 41
السير في الليل وهو هنا الحركة الأفقية في
الفضاء من منطقة لأخرى (كحركة الطائرات)، بينما المعراج يعني الحركة العمودية
الصاعدة من الأسفل (الأرض إلى السماء). وهنا نشير إلى نقاط في هذه القضية:
1/ إن الغاية من الإسراء والمعراج قد حددها
القرآن الكريم بقول الله (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ)[1]
فالغاية إذن هي إطلاع النبي صلى الله عليه وآله، على آيات الله بما لا يمكن إلا
بالعروج إلى السماوات. وسيكون مما اطلع عليه في طريق العودة (الإسراء) من أخبار
تخص قريشا وقوافلها التجارية، دليلًا على صدق مقالته، ومن ثم صدق دعوته ونبوته.
2/ إن إسراء النبي صلى الله عليه وآله
أفقيًّا إلى بيت المقدس ثم عروجه من الأرض إلى السماوات كان بروحه وبدنه، خلافًا
لما ذهب إليه بعض المسلمين من أنه كان معراجًا روحيًّا، والمعراج (البدني الروحي) هو
مفاد الآية المباركة إذ قوله تعالى (أَسْرَى بِعَبْدِهِ) يعني برسول الله لا يصدق
على الإسراء