نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 42
والمعراج الروحاني، فالذي يصدق على كلمة
العبد هو ما يشمل الروح والجسم معا. وكذلك الإرائة في قوله تعالى (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) فإنها ظاهرة في الرؤية
البصرية. على أن المعراج الروحي ليس فيه ذلك الإعجاز الذي يستحق أن يشار إليه في
آيات القرآن الكريم، ولا يستحق من قريش ذلك التكذيب والانكار فإنه يكون مثلما يرى
النائم عندما تنتقل روحه وتطوف في عوالم مختلفة وهو في فراشه لم يتحرك. بالإضافة
إلى أن ما ورد في الروايات ـ المتفق عليها إجمالا ـ والتي سيشار لها بعد قليل، من
رؤية الجنة والنار، وملاقاة الملائكة، والحوار معهم وأمثال ذلك لا يستقيم إلّا
بالالتزام بأن العروج كان بالجسم والروح.
وما يستبعد وقوعه بالنظر إلى القوانين
الطبيعية، من قوانين الجاذبية، والضغط الجوي، وعدم القدرة على التنفس، وآثار الشهب
وأمثال ذلك هو صحيح لو كان المعراج طبيعيًّا، ولكن بالنظر إلى كون القضية إعجازيةً
غيبيةً بشكل كامل، فلا يصح هذا الاستبعاد. فإنه ما حصل هو أن الله أسرى بعبده، ولم
يسرِ النبي بقوته، وهكذا الحال في عروجه فإنه عُرج به في السماء بقوة الله تعالى
التي تخضع لها كل قوانين الكون، فإنه مقنّنُ القوانين وبيده تعالى أن يبسطها أو
يقبضها.
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 42