نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 58
الآخر أنها تدخل في السُّنة من باب دلالة
فعلها على إباحة تلك الأفعال وعدم ممنوعيتها.
وعلى كل حال فالأصل في أقوال النبي وأفعاله
وتقريراته هو بيان الحكم الإلهي الشرعي، وأن المسلم مأمورٌ بالأخذ عن رسول الله
فيه، فما كان معلومًا أنه سُنة ـ بأحد المعاني السابقة ـ فهو واضح، وما كان معلومًا
أنه من الأمور العادية (بناء على انفصالها عن السُّنة وهو رأي بعض العلماء) فكذلك،
وما كان مشكوكًا في أنه من السنة أو لا، فالأصل الذي يرجع إليه هو أنها من السُّنة
حتى يتبين الخلاف.
ثم إن السُّنة النبوية قد تعرضت للأسف
الشديد إلى منع ومحاصرة من قبل الحكومات التي تولت بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله، باستثناء فترة أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام، واستمر هذا المنع والمحاصرة
مدة تصل إلى نحو 85 سنة، بمبررات فاسدة وغير سليمة، وقد تعرضنا لهذه الجهة بشكل
مفصل في محاضراتنا عن سُنّة النبي صلى الله عليه وآله.[1]
وقد أنتج هذا المنع والمحاصرة أضرارًا كبيرة
بوعي الأمة