ومعرفتها بدينها وقادتها، فمن تلك الأضرار أنها غيبت خارطة الطريق التي وضعها النبي للأمة من بعده لكيلا تضل الهدى! وأنت تعلم ـ عزيزي القارئ ـ ما الذي يحصل عندما لا يسير المرء على خارطة واضحة.

كما أدى ذلك المنع والمحاصرة إلى إدخال عشرات الآلاف من الأحاديث المصطنعة والمكذوبة على لسان رسول الله من قبل الوضاعين الذين كانوا يسترزقون بوضع الأحاديث، خاصة مع تشجيع بعض الحكام الأمويين على وضع الأحاديث في مناقب البعض، وذم البعض الآخر.

وعندما جاء بعض المؤلفين في نهاية القرن الثاني الهجري ومنتصف القرن الثالث ليكتبوا المصنفات، و«الصحاح» زاد الأمرُ سوءًا فصار كمن أراد أن يكحل العين المريضة فعماها! إذ كتبت بعض هذه الكتب ضمن معادلات مذهبية خاطئة، وتحت توجيهات خلفاء وحكام متعصبين، وضمن ظروف لا تسمح بكتابة الحق.. وللأسف فإن هذه الظروف وتلك المعادلات لا تزال هي الحاكمة بعدما اعتمد الحاكمون ـ إلى يومنا هذا ـ نتاج تلك الفترات الخاصة على أنه الحق الذي لا ريب فيه!