نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 60
10/ رسول الله؛ صحابته وعترته
كما كان للنبي المصطفى محمد صلى الله عليه
وآله، أعداء تفاوتت شدة عداوتهم له ولدعوته ما بين خفيفة إلى متوسطة وإلى شرسة
للغاية، فكذلك كان أمر المؤمنين به والملتفين حوله والمستجيبين لدعوته. وهذا
يتوافق مع النظر الموضوعي لأي مجتمع، فإن فيه درجات وتنوّعًا، ولا تجد مجتمعًا
أفراده كالمكعبات الخارجة من مصنع واحد لا تفاوت بينها ولا اختلاف.
فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فيهم
من هو أكثر يقينًا وفي مقابله يوجد أشخاصٌ أقل يقينًا بحيث لا يصدقون بعض كلامه،
ولا يؤمنون بما يقول من إخبارات حتى تتحقق، بل ويظنون بالله الظنونا، ولقد عرض
القرآن الكريم للنماذج المتعددة من أصحاب النبي ـ وهم كأي فئة اجتماعية فيها ما
ذكرنا من الاختلاف ـ فمدح النماذج العالية، بينما عاتب بل وفضح نماذج أخرى في
فعلها السيء واعتقادها الخاطئ.
فبينما تحدث القرآن الكريم في سورة كاملة هي
المنافقون عن تلك الخطوط المنحرفة عن الرسول وهم من المسلمين ومع الرسول في المدينة،
فقد ذكر فئة أخرى بإجلال وتكريم وهي (السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ).[1]