نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 64
لكنه صلى الله عليه وآله، لما عيّنهم وحدد
دائرتهم وجب الوقوف عند ذلك الحد. فقد أوصى النبي المصطفى أمته باتباع القرآن
والعترة، فقال في الحديث المعروف بحديث الثقلين: «أوصيكم بما إن تمسكتم به لن
تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ
الحوض».[1]
وعندما حدد العترة بأنهم أهل بيته، فقد تكفل
حديث الكساء[2]
[1]) ذكر هذا الحديث في مصادر مدرسة الخلفاء مرويًّا عن اثني عشر صحابيًا
منهم: علي بن أبي طالب عليه السلام، وأبو سعيد الخُدري، وجابر بن عبد الله،
وجُبَير بن مُطعِم، وحُذيفة بن أَسيد، وزَيد بن أرقمَ، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن
مسعود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وأبو هريرة، وغيرهم وعن عشرات من
التابعين. وذكره أعلام مدرسة الخلفاء في مصنفاتهم الحديثية، فقد ذكره ابن أبي شيبة
(ت 235هـ) في المصنف وأحمد بن حنبل (ت 241 هـ) في المسند وفضائل الصحابة، والترمذي
(ت 279 هـ) في السنن، وابن أبي عاصم (ت 287 هـ) في كتابه السنة، والنسائي (ت 303
هـ) في السنن الكبرى وخصائص علي وفضائل الصحابة، والطبراني (ت 360 هـ) في معاجمه
الثلاثة الكبير والأوسط والصغير.. وغيرهم في غيرها من المصنفات.
وقد تعددت صياغاته، بل وأماكن إلقاء الرسول إياه
للصحابة، مما يشير إلى اهتمام الرسول صلى الله عليه وآله بتأكيد معناه. وهذا هو سر
أن بعضهم نقله مفصلا، وبعضهم مختصرا.
[2]) النيشابوري؛ مسلم: صحيح مسلم 4/ 1883.. عن عائشة قالت: خرج النبي
صلى الله عليه وآله غداة وعليه مرط مرحل، من شعر أسود. فجاء الحسن بن علي
فأدخله. ثم جاء الحسين فدخل معه. ثم جاءت فاطمة فأدخلها. ثم جاء علي فأدخله. ثم
قال {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا} الأحزاب/ 33.
وأوضح منه حديث عمر بن أبي سلمة، ربيب النبي صلى
الله عليه وآله في
سنن
الترمذي 5/ 351 قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله
عليه وآله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:
33] فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَدَعَا فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ
بِكِسَاءٍ، وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ
الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا». قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَأَنَا
مَعَهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: «أَنْتِ عَلَى
مَكَانِكِ وَأَنْتِ عَلَى خَيْرٍ».
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 64