نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 88
بل يرى البعض بأن النبي صلى الله عليه وآله،
إنما خلّف ابن عمه عليًّا عليه السلام في المدينة لوجود الأخطار المحيطة بها لا
سيما والرسول قد خرج في جيش من ثلاثين ألف إلى تبوك وهذا يعني خلوّ المدينة تقريبا
من الفئة المقاتلة المطيعة لرسول الله صلى الله عليه وآله، فلم يبق فيها إلا «المعذرون»
والمتقاعسون والذين رضوا بأن يكون مع الخوالف والساقطون في الفتنة، ومثل هؤلاء
سيكونون أقرب إلى دنيا الخط القرشي منهم إلى دين الخط العلوي، كما أن حسابات هذا
الخط كانت تعتمد على أن النبي صلى الله عليه وآله، سيهزم في حربه مع بني الأصفر
الروم،[1]وكانوا
يتمنون ذلك.
تدارك رسول الله الأمر فجعل على المدينة
أقرب الناس إليه وأفضل أصحابه، مع أن مواقعه في الحروب لا تنكر وكانت الحاجة إليه
بحسب الظاهر ملحة في معركة تبوك على تقدير حصولها.
ونحن ننظر ـ يقول الباحثون ـ إلى ما قاله
المنافقون وأعداء الخط العلوي من أنهم أشاعوا في المدينة لما أعلن النبي أنه
[1]) الحميري؛ ابن هشام: سيرة ابن هشام 2/ 525: كان بعض من
خرج منهم في الجيش يقول لبعض:«أَتَحْسِبُونَ جِلادَ بَنِي الْأَصْفَرِ
كَقِتَالِ الْعَرَبِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا! وَاَللَّهِ لَكَأَنَّا بِكَمْ غَدًا
مُقَرَّنِينَ فِي الْحِبَالِ».
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 88