responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 89

سيخلّف عليًّا عليها، بأنه إنما تركه فيها لعدم رغبته فيه، نظرة أبعد من الظاهر، بمعنى أنهم سيتركون النبي بمقالتهم تلك بين أحد أمرين صعبين؛ فإما انه للرد عليهم سيتراجع عن قراره ويستصحب عليًّا معه، فيتحقق ما يريدون من خلو المدينة من النبي أو من يقوم مقامه بصدق! أو لا يتراجع فتتحقق مقالتهم في أن النبي يكره علي بن أبي طالب ولا يطيق صحبته!

فإذا برسول الله صلى الله عليه وآله يضرب ضربة معلم، فيبقي عليًّا عليه السلام في المدينة وفي نفس الوقت يعطيه وسامًا قد يتجاوز كل ما سبق من منازله ومقاماته وهو «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»؟[1]

وفي نفس هذا السياق نستطيع أن نفهم قضية مسجد الضرار[2]أيضًا، فإن المنافقين بهذا العمل أرادوا إيجاد بيئة اجتماعية خاصة بهم ينفصلون بها عن تأثير رسول الله ويتناقشون فيما بينهم خططهم.


[1]) بالإضافة إلى ما سبق وقدمناه في باب مناقب الإمام من معاني هذا الحديث؛ نلفت النظر هنا إلى تشابه الموقعين، فموسى النبي كان يخشى على رسالته من تخريب السامري والنبي المصطفى يخشى على دعوته من تخريب الخط القرشي!

[2]) مسجد بني لأبي عامر الذي كان يعرف بأبو عامر الراهب، وكان قد تنصر في الجاهلية وعظمه المشركون. عندما جاء الإسلام فر أبو عامر إلى الكافرين، فاتفقت طائفة من المنافقين على بناء مسجد وسمي بمسجد الضرار، لأنه بني على أساس الإضرار بالمسلمين واجتماعهم، وقد أمر رسول الله بتخريبه بعدما جاء الأمر الإلهي باجتنابه بعدما عينه بأنه (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) فامر بأن (لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا) الآيتان 107 و108 من التوبة.

نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست