نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 90
الثانية:
في الطرف المقابل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعمل ما في وسعه لكيلا تتحقق
آمال المنافقين والخطوط المائلة، فكان لا يترك مناسبة إلا ويظهر فيها فضل أمير
المؤمنين علي عليه السلام، وكونه اللائق بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله، ففي
هاتين السنتين (من 8 إلى 10) للهجرة حديث قصة المباهلة، وذلك أن النبي قد وجه لأسقف
نصارى نجران ورئيسهم الديني يدعوه إلى الإسلام، مثلما أرسل
إلى سائر الممالك والقبائل غير المسلمة، وقد كان هؤلاء مطلعين على حركة رسول الله
صلى الله عليه وآله، وانتصاراته المتتابعة، وكانوا يقرأون في كتبهم البشائر به،
إلا أنهم كانوا يعتبرون أنفسهم على دين سماوي، وبالتالي فلا حاجة لهم بدين آخر،
ولهذا أرسلوا وفدا لرسول الله يتألف من ستين شخصا من علمائهم ووجهائهم، ووصلوا إلى
المدينة ودار بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله حوار، لم يستجب هؤلاء إلى
أدلة رسول الله وحججه الدامغة، فكان أن وصل الأمر إلى المباهلة، التي نزل بشأنها
آي القرآن (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ
وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ
فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)[1]، فخرج
النبي صلى الله عليه وآله، وترك كل المسلمين صغارهم وكبارهم وشريفهم ودنيهم!
واختار أهل بيته للمباهلة، فكان علي عليه السلام هو المعني بقول الله (وأنفسنا)