وإلى هذه الجهة أشار باحثون فقال المرحوم الشيخ باقر شريف القرشي: «وقد اثر
عن الإمام الحسن كريم أهل البيت عليهم السلام أنه
ما قال لسائل لا قط، وقيل له: لأي شيء لا نراك ترد سائلا فأجاب: «إني للّه سائل،
وفيه راغب، وأنا أستحي أن أكون سائلا، وأردّ سائلا، وان اللّه عوّدني أن يفيض نعمه
علي، وعودته
[1] السروي
ابن شهر آشوب (ت 588 هـ): المناقب٤/ ١٦، والعلامة المجلسي في
بحار الأنوار٤٣/٣٤٣. ويظهر من نصهما كأن الأبيات هي
من إنشاء الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، أو
أنه تمثل بها لشاعر سبقه، غير أن الثعالبي (ت ٤٢٩ هـ) في كتابه
يتيمة الدهر١/٥٠٣ قد نسبها لأبي الحسن عليّ بن الحسين
العقيلي (ت 450 هـ) من سلالة عقيل بن أبي طالب. شاعر، سكن مصر، فإما أن نلتزم بأنّ
الشاعر العقيلي قد ضمن الأبيات المذكورة للحسن عليه السلام في قصيدته، وهو احتمال
بعيد لأكثر من سبب أو أن نلتزم بالعكس بمعنى أن الإمام الحسن تمثل بها وهي للشاعر
العقيلي وهو غير ممكن لكون الشاعر متأخرا عن زمن الإمام الحسن بنحو 400 سنة، أو
نحتمل احتمالا قريبا في الذهن وهو أن ابن شهراشوب وهو بعد الشاعر العقيلي بمقدار
من الزمان حين أورد قصة الإمام عليه السلام في
عطائه استحسن لوصف الحال هذه الأبيات من الشعر فجعلها مع القصة، حتى بدت وكأنها من
إنشاء الإمام الحسن عليه السلام،
والظاهر أن أول من ذكر الأبيات خلف القصة هو ابن شهراشوب.. والمسألة بحاجة إلى بحث
أكثر.
نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 170