نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 186
ظالموهم – لا سيما المنصور العباسي وموسى الهادي – أقسى وأسوأ الخلفاء في
مواجهة الثائرين، ومن الطبيعي هنا لو خير الإنسان بين التعاطف مع الظالم العاتي أو
التعاطف مع المظلوم المتقي أن يختار الثاني.
2/ إن هذا التعاطف لم يكن يبلغ درجة أن يكون الإمام المعصوم جزءا من تلك
الحركات الثورية أو أن يؤمن بكل ما تبشر به وتنطلق منه! بل كان ينبغي أن يكون
العكس بمعنى أن تلك الحركات وقادتها كان ينبغي أن يكونوا جزء من حركة الإمام
المعصوم وسياسته.
فإننا نلاحظ مثلا أن عبد الله بن الحسن والد (الثائرين الثلاثة محمد
وابراهيم وادريس) كان يبشر بكون ابنه محمد هو المهدي[1]،
وسواء كان ذلك التبشير به عن اعتقاد أو عن عمل سياسي ودعائي يهدف إلى استقطاب
الأنصار[2]، فإنه كان خطأ واضحًا في رؤية الأئمة عليهم السلام، حيث أنهم يعلمون بأن المهدي هو
[1] في
المؤتمر الذي تم عقده في الأبواء وأشرنا سابقا إليه، نقل أبو الفرج الأصفهاني، في
مقاتل الطالبيين ص ١٥٧ أنه: حمد الله عبد الله بن الحسن وأثنى
عليه ثم قال: قد علمتم ان ابني هذا هو المهدي فهلموا فلنبايعه!.
[2] الأصفهاني:
مقاتل الطالبيين ص ١٥٦ «لهجت العوام بمحمد بن عبد الله تسميه
المهدي حتى كان يقال: محمد بن عبد الله المهدي”.
نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 186