نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 22
لقد كانت وفاة رسول الله والحسن سبطه في حوالي السابعة من العمر، فكأن سقف
العالم قد ارتفع عن حياته بموت جده المصطفى[1].
وزاد الطين بِلّة تنكّر قريش لأبيه، وإجماعها منازعته أمرا هو أحق به من
غيره، فكان أن طفق عليه السلام يرتئي بين أن
يصول بيد جذّاء أو يصبر على طخية عمياء، فرأى أن الخيار الثاني أجدى واختياره
أحجى، فصبر وفي العين قذى.
وما مرت أيام حتى رأى آثار ذلك التنمر القرشي على باب بيت النبي، وفي بدن
الصديقة الطاهرة التي غادرت إلى ربها شاكية باكية. ليأتي الحسن ذات يوم إلى مسجد
النبي ومنبره فيراه خاليًا من رسول الله وأبيه، مزحومًا بغيرهما فيعترض عليه
قائلا: انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك!.
الحسن في زمان الخلفاء الثلاثة:
لم تتميز مواقف الحسن المجتبى عن مواقف أبيه عليّ عليهما السلام قيد أنملة، كيف وأبوه
الواصف له بالقول «وجدتك بعضي بل وجدتك كلّي» لا سيما وأن الحسن في فترة الخليفتين
كان في
[1] الكليني؛
الكافي 1/ 445:عن أبي جعفر عليه السلام قال:
لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله بات آل محمد عليهم السلام
بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم ولا أرض تقلهم لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وتر الأقربين والأبعدين في الله.
نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 22