نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 38
جديا في التخلص من الإمام الحسن واغتياله، ومعاوية وإن لم يكن له خبرة في
القتال ولا شجاعة المواجهة المباشرة، لكنه كان خبيرا في الاغتيال الخفي، والمكر
السري والقتل عن طريق السمّ وقد فعل ذلك مرارا مع أعدائه ومنافسيه بل أصحابه![1].
فلِمَ لا يفعله مع الإمام الحسن ويتخلص منه؟ وما الذي يمنعه عن ذلك؟ التزام
ديني؟ أو عهد أخلاقي؟ أو ميثاق ومعاهدة؟ كلُّ ذلك عنده لا يساوي شيئًا!.
وهذا ما حصل.. ليتم التنفيذ بواسطة جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي وكانت
زوجة للإمام الحسن على أن تسمه في مقابل أن تصبح زوجة ليزيد![2].
[1] فقد
أقدم على اغتيال مالك الأشتر النخعي بالسم كما سيأتي الحديث عنه، وهذا يصنف على
أنه من أعدائه، بل أقدم على اغتيال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وهو من أشد
أنصاره! فقد ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٦/١٦٤ “
أن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد كان قد عظم شأنه بالشام ومال إليه أهلها لما كان
عندهم بها من آثار أبيه خالد بن الوليد ولغنائه عن المسلمين في أرض الروم وبأسه
حتى خافه معاوية وخشي على نفسه منه لميل الناس إليه فأمر ابن أثال أن يحتال في
قتله وضمن له إن هو فعل ذلك أن يضع عنه خراجه ما عاش وأن يوليه جباية خراج حمص
فلما قدم عبد الرحمن حمص منصرفا من بلاد الروم دس ابن أثال شربة مسمومة مع بعض
مماليكه فشربها فمات بحمص فوفى معاوية بما ضمن له وولاه خراج حمص ووضع عنه خراجه»
وسعد بن أبي وقاص وكان معتزلا لكن مع ذلك فقد: «دس معاوية إليه (الإمام الحسن) حين
أراد أن يعهد إلى يزيد بعده، وإلى سعد بن أبي وقّاص سمّا فماتا منه في أيام
متقاربة» كما قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين 60.
[2] خدعها
معاوية بن أبي سفيان كما خدع غيرها فاكتفى بإعطائها مقدارا من المال، ولم يزوجها
ابنه، فتزوجها العَبّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبّاسٍ
بَعْدَ الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ، كما في الطبقات الكبرى ط دار صادر
٥/٣١٥.
نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 38