responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 42

أيدينا وسيوفنا منها فلنسلّم ألسنتنا عنها.. وإجمالا فكرة الانسجام بين من عاش في القرن الأول الهجري هي التي تسوق إليها).

تعتمد هذه النظرية على أمور:

الأول: أن معاوية بن أبي سفيان، هو الذي سعى لموضوع الصلح، وعرضه على الإمام الحسن، إلى الدرجة التي أمضى له ورقة بيضاء يضع فيها الحسن ما شاء من الشروط[1]، وبذل أموالا


[1] ليس هذا فحسب بل إن ابن الأثير في الكامل ٣/ ٤٠٥ قد هرف بأنه «لمّا رأى الحسن تفرّق الأمر عنه كتب إلى معاوية وذكر شروطا وقال له: إن أنت أعطيتني هذا فأنا سامع مطيع وعليك أن تفي لي به. وقال لأخيه الحسين وعبد اللَّه بن جعفر: إنّني قد راسلت معاوية في الصلح. فقال له الحسين: أنشدك اللَّه أن تصدّق أحدوثة معاوية وتكذب أحدوثة أبيك! فقال له الحسن: اسكت، أنا أعلم بالأمر منك.

فلمّا انتهى كتاب الحسن إلى معاوية أمسكه، وكان قد أرسل عبد اللَّه بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس إلى الحسن قبل وصول الكتاب ومعهما صحيفة بيضاء مختوم على أسفلها، وكتب إليه: أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت فهو لك.

فلمّا أتت الصحيفة إلى الحسن اشترط أضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده، فلمّا سلّم الحسن الأمر إلى معاوية طلب أن يعطيه الشروط التي في الصحيفة التي ختم عليها معاوية، فأبى ذلك معاوية وقال له: قد أعطيتك ما كنت تطلب.

وكان الّذي طلب الحسن من معاوية أن يعطيه ما في بيت مال الكوفة، ومبلغه خمسة آلاف ألف، وخراج دارابجرد من فارس، وألا يشتم عليّا، فلم يجبه إلى الكفّ عن شتم عليّ، فطلب ألا يشتم وهو يسمع، فأجابه إلى ذلك ثمّ لم يف له به أيضا، وأمّا خراج دارابجرد فإن أهل البصرة منعوه منه وقالوا: هو فيئنا لا نعطيه أحدا، وكان منعهم بأمر معاوية أيضا.” وبالطبع فإن الذي يقرأ هذا النص الكاذب يخرج بنتائج:

1/ أن الإمام الحسن هو الذي ركض وراء الصلح بعد أن هزم!

2/ أن كل ما يهم الحسن المجتبي هو بيت المال والخراج ولذلك اشترط عليه أول الأمر ذلك واكتفى به، فهو شخص مادي يبيع السلم والحرب بالمال!! وأنه بينما سعى الحسن للصلح مضطرا ومن موقع هزيمة فإن معاوية سعى للصلح مع أنه كان في موقع القوة، وأن لجوءه للصلح كان على خلاف طريقة أبيه على واعتراض أخيه الحسين!!

3/ أنه لا يفي بكلامه فقد كتب شرطين ماليين في أول الأمر فلما جاءت الرسالة الأخرى البيضاء من معاوية اشترط فيها شروطا اضافية، فالقضية إذن عنده ليست سوى مساومات! وأنه لا يلتزم بما قاله.. ومعنى هذا أن معاوية لو لم يف له فيما بعد فإن الحسن لم يلتزم بكلمته قبل ذلك.. وفي هذه الكلمات القليلة من قلب الحقائق وإثبات الأكاذيب ما لا يخفى على المتأمل، وهذا نموذج واحد مما كتبه المؤرخون.

نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست