نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 101
في بقاء الحكومات. وكانت الحكومة الأموية في هذا
الباب لها الباع الواسع. وكان الحاكمون سباقين في أمور الشهوات لكنهم بين معلن
ومستسر، بحسب ظروف زمانه وحتى بحسب شخصيته أيضا. فمنذ أن ترك عبد الملك بن مروان
قراءة القرآن في المسجد الحرام قبل خلافته ولسان حاله: هذا فراق بيني وبينك، فقد
كان الانقطاع عمليا وقد تعجبت أم الدرداء على بساطتها بأنها سمعت أنه صار يشرب
الخمر بعد العبادة والنسك فأخبرها بأنه يشرب الدماء أيضا![1]
وقد يكون التوجه إلى اللهو والانبعاث نحو الشهوات
ومقدمات ذلك، حالة في كل المجتمعات فإنه كما نجد الصالحين في كل مجتمعٍ، فإن
اللاهين والعابثين أيضا موجودون.
إلا أن ما يميز ما نتحدث عنه هنا هو أمران:
1/ أن البيئة التي سيفشي فيها الأمويون هذا اللهو
والعبث هي المدينتان الأكثر قداسة عند المسلمين: مكة المكرمة، والمدينة المنورة.
ففي هاتين المدينتين الكثير الكثير مما يفترض أنه يذكر بالله سبحانه وبقيم الإسلام
والإيمان وتاريخ
[1]) الدمشقي ؛ ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 80: قالت له: بلغني أنك شربت الطلا
بعد العبادة والنسك، فقال: أي والله، والدما أيضا قد شربتها»
نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 101