نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 103
للبلاد الإسلامية، ومركز العلم والمعرفة المشع
لباقي أقطار الدنيا، ومصدر الإيمان والالتزام لشباب الأمة، أصبحت بهذا النحو الذي
ذكرنا شيئًا بسيطًا منه، وإلا فقد ذكروا أكثر من ذلك إذ أنه " فلما كان في
بعض الايام سال وادي العقيق، فلم يبق بالمدينة مخبّأة ولا شابة ولا شاب ولا
كهل إلا خرج يبصره، وكان فيمن خرج ابن عائشة المغني» "![1]وعن
اختلاط الشباب بالشابات والمعاشقات والجواري والتهتك والشراب فحدث ولا حرج، ولمن
أحب التفصيل فما عليه إلا الرجوع إلى كتابي الأغاني لأبي الفرج والعقد الفريد لابن
عبد ربه. ونحن لا نريد هنا أن نوثق كل ما قالوه أو نصححه ولا سيما لجهة بعض
الأسماء التي وردت فيهما، لكن لا ريب أن الكتابين يعكسان نسبة مهمة مما كان يجري.
2/ وميزة أخرى تلفت النظر: هي أن ما كان يحدث كان
في أدنى درجاته يترافق مع غض نظر من السلطة الأموية، وفي أعلى درجاته كان برعايتها
ودعمها. وكلا الحدين هو خيانة للأمة والدين، أما الحد الأعلى فهو ينتهي إلى إفساد
شباب الأمة وتخريب دينهم، وأما الحد الأدنى فهو تعطيل لواجب النهي عن المنكر، وهو
من أوضح مسؤوليات حكام بلاد المسلمين.