§ تستثير هذه النظرة عددا من الأسئلة منها ما يرتبط بالمناسبة بين قراءة الدعاء وتلاوته أو الذكر وقوله وبين الثواب الكبير الذي وُعد به قارئه، فكيف يمكن التوفيق بينهما؟ وربما يحل البعض المسألة بالتعبد مرة أخرى قائلا إن الله كريم ولا تنقص خزائنه، وما دام قد وعد بإعطاء هذا الثواب فما المانع منه؟ لكن يبقى السؤال عالقا.

§ هذه النظرة غير قادرة على استقطاب مجاميع كثيرة من الناس لا يسلكون مسلك التعبد في كل الأمور وإنما يريدون أن يُقرب الأمر الديني إليهم بما يتناغم مع المرتكزات العقلائية والعرفية.

2. القراءة التأملية الواعية: وتنطلق من فكرة أن العبادات ـ ومنها الدعاء ـ بالإضافة إلى كونها تحقق للإنسان الجزاء الموعود به في يوم القيامة، فإنها تقوم بدور مهم في تربية الفرد والمجتمع للوصول إلى الكمال البشري الممكن. في هذه الدنيا، ومن المعلوم أن ديننا يريد إعمار آخرة الإنسان وإسعاد دنياه..

تلك العبادات (الصلاة والصيام والحج والزكاة) قد شرعت من أجل تحقيق أهداف في دنيا المسلم، وليست أمرا أخرويا