وبالنسبة للصحيفة السجادية (المشهورة) فإنها بالإضافة إلى وجود أسانيد كثيرة لها، هي لاشتهارها بين الشيعة عموما(بمن فيهم الزيدية) لا تحتاج إلى البحوث السندية مع أن العلماء قاموا ـ جزاهم الله خيرا ـ بذلك.

وبنظرة سريعة إلى عناوين أدعية هذه الصحيفة المباركة نجد تنوعا كبير فيها. والدعاء في مدرسة أهل البيت عليهم السلام هو أحد منابع المعرفة الدينية سواء في العقائد أو الأحكام أو الأخلاق والمعارف، ومتى صح الدعاء عن المعصوم فإنه يصبح جزء من المنظومة التشريعية التي يستند إليها المتكلم في العقائد والفقيه في الأحكام والمربي في الأخلاق والكاتب والخطيب في المعارف. وكأننا حين نقرأ فقرات أدعية الصحيفة ننصت في مجلس الدرس إلى ما يلقيه الإمام عليه السلام في شتى فنون المعرفة، فهو " تارة يعلم المؤمن كيف يمجد الله ويقدسه، وكيف يلج باب التوبة، وكيف يناجيه وينقطع إليه، وأخرى يسلك به درب التعامل السليم مع المجتمع فيعلمه أسلوب البر بالوالدين، ويشرح حقوق الوالد والولد، والأهل، والأصدقاء، والجيران، ثم يبين فاضل الأعمال وما يجب أن يلتزم به المسلم في سلوكه الاجتماعي، كل ذلك بأسلوب تعليمي رائع وبليغ".[1]

[1]) الأبطحي: الصحيفة السجادية الجامعة/ 13