ونلحظ في هذه الأدعية التنوع الكبير، ففيها الدعاء المرتبط بالفئات الاجتماعية المختلفة من أرحام وغيرهم؛ كالدعاء لأبويه، والدعاء لولده وفيهما من بيان منزلة هذين الصنفين وحقوقهما الشيء الكثير، وهكذا الدعاء لجيرانه وحريٌّ بالمؤمنين قراءته خصوصا في هذه الأوضاع التي لا تساعد على العناية بالجار إن لم تكن سببا في تنكيد العلاقة معه، والدعاء لأوليائه ومحبيه، والدعاء لأهل الثغور المرابطين على حدود حماية الدولة المسلمة، وقد لاحظ بعضهم بأن جزءً من هؤلاء المرابطين هم من جيش بني أمية الظالمين! ومع ذلك يدعو الإمام لهم بالنصر وعلى عدوهم بالخذلان.

وفيها المواضيع الأخلاقية، فكما أن هناك استعاذة من الأمراض الأخلاقية، ومساوئ الأفعال والصفات الذميمة، لكي يحذرها المؤمن فهناك تحريض وتشجيع على التحلي بمكارم الأخلاق والقيم العالية في دعائين منفصلين.

ومن ذلك التشجيع ما جاء في دعاء مكارم الأخلاق " اللهم صل على محمد و آله وبلغ بإيماني أكمل الإيمان واجعل يقيني أفضل اليقين وانته بنيتي إلى أحسن النيات وبعملي إلى أحسن الأعمال اللهم وفر بلطفك نيتي وصحح بما عندك يقيني واستصلح بقدرتك ما فسد مني، اللهم صل على محمد وآله