وبهذا الزواج سيجتمع الفرعان النبويان والغصنان العلويان ليكون امتداد الإمامة حائزًا على خلاصة الصفات الوراثية من السبطين الحسنين عليهما السلام، فيكون الأئمة من بعد السجاد عليه السلام جدهم الحسين من جهة الأب والحسن من جهة الأم. عندما تزوج الإمام السجاد بفاطمة بنت الحسن. وسيأتي ذكر هذا عند بحث الحياة الأسرية له عليه السلام.

وقد لا يسجل التاريخ لنا حوادث كثيرة من سيرة الإمام زين العابدين عليه السلام أيام أبيه الحسين عليه السلام قبل كربلاء، وربما يرجع ذلك إلى ما عرف في العقيدة الشيعية بالإمام الصامت[1]، وتعني أن الإمام التالي لا يمارس في حياة الإمام الحاضر من أدوار الإمامة إلا بمقدار ما يدعم إمامة الحاضر، ويكون ظلا له، بالرغم من أنه مؤهل وقابل لأن يمارس الأدوار المختلفة في العلم والإرشاد وقيادة الأتباع. وذلك لأن غيره هو الإمام الناطق. فقد يجتمع إمامان في زمان واحد بل ثلاثة، كما كان في حال أمير المؤمنين عليه السلام وابنيه الحسنين، إلا أنهما في حياة أبيهما لا يمارسان أدوار الإمامة الفعلية مع قدرتهما عليها، وإنما يكونان ظلا لأبيهما

[1]) ابن بابويه ؛ محمد بن علي الصدوق: كمال الدين وتمام النعمة، ص ٤١٦: قلت (للصادق): فهل يكون إمامان في وقت؟ واحد؟ قال: لا إلّا أن يكون أحدهما صامتًا مأمومًا لصاحبه، والآخر ناطقًا إمامًا لصاحبه، فأما أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا.