نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 141
ولا يمر على الظواهر الطبيعية مرور عابر وإنما
يلتمس في حصولها قدرة الله وعظيم صنعه وبديع خلقه، فهو يلاحظ الهلال البادي كل
شهر، ويشير إلى بديع الصنع الإلهي ومسؤولية الخلق تجاه ذلك، ويلاحظ السحاب والرعد
ويوجه المؤمن إلى هذه الظواهر، بل ويحمله مسؤولية الدعاء لسقي الأرض ومن عليها وما
عليها متناغما مع ما ندب إليه الباري من صلاة الاستسقاء عند حصول موجبها.
وتأخذ المناسبات الزمنية حيزا معقولا في أدعية
الصحيفة السجادية، فلدخول شهر رمضان وما يترتب على هذا الزمان المبارك من آثار
دعاء خاص، بل ولوداعه كما لو كان كائنا حيا ومحبوبا عزيزا يُبكى عليه عند الرحيل
ويُشيع عند الانصراف بأروع الكلمات. كما يستقبل عيد الفطر بما يناسبه.
وأما دعاؤه عليه السلام في يوم عرفة فهو دورة
معارف دينية كاملة يبدأ فيها بذكر صفات الله وأسمائه، مسبّحًا له حامدًا إياه،[1]ومصليًّا
[1]) الإمام
زين العابدين: الصحيفة السجادية الكاملة، ٢٥٠ حمدا يستدام به الأول ويستدعى به دوام
الآخر، حمدا تضاعف على كرور
الأزمنة، ويتزايد
أضعافا مترادفة، حمدا يعجز عن إحصائه الحَفَظة، ويزيد على ما أحصته في كتابك الكَتَبة،
حمدا يوازن عرشك المجيد، ويعادل
كرسيك الرفيع،
حمدا يكمل لديك ثوابه، ويستغرق كل جزاء جزاؤه، حمدا ظاهره وفق لباطنه، وباطنه وفق
لصدق النية فيه، حمدا لم يحمدك خلق مثله..
نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 141