الجانب العلمي

في حياة الإمام السجاد

يعتقد باحثون بأن الدور المهم الذي قام به الإمام السجاد عليه السلام في هذا الجانب هو أنه أعاد المدرسة الإمامية إلى الحاضر الإسلامي، بحيث أصبح يتعامل معها العلماء على أنها إحدى المدارس العلمية في فهم الإسلام بل من أهمها، وأصبح التلقي عنها والأخذ منها أمرا عاديا، بل مهد هذا للدور العظيم الذي قام به من بعده ابنه الإمام الباقر وحفيده الصادق عليهما السلام.

وبيان ذلك: أن من الواضح أن إبعاد الإمام عليٍّ عليه السلام عن الخلافة، وإقصاءه عن موقع القيادة الذي جعله النبي المصطفى صلى الله عليه وآله له، وأكد كثيرا عليه وفي مناسبات متعددة، لم يكن إبعاد شخص فقط وإنما بالإضافة إلى ذلك إبعاد منهج وطريقة في فهم الإسلام.

وتكرس هذا في أيام الخليفة الثاني بحيث وجدنا آثار ذلك في تغيير الكثير من سنن[1]رسول الله وطرائقه، ولولا أنه على أثر

[1]) تغيير السنن هنا لا يعني تغيير المستحبات وإنما تغيير ما سنه رسول الله في الإدارة والحياة الاجتماعية والعبادية، ولتفصيل ذلك يمكن مراجعة كتاب النص والاجتهاد للسيد عبد الحسين شرف الدين، وسلسلتنا في هذا الباب بعنوان: من تاريخ المذاهب في الإسلام.