عن الأوطان" وبين أقوال هؤلاء الذين كانوا يتصدرون الساحة العلمية، وسننقل قسما قليلا منها، لأنها ليست غايتنا بذاتها وإنما بما تشير إليه.

فقد نقل عن محمد بن شهاب الزهري قوله في الإمام: «قال الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل منه". وقال (أبو زيد)أسلم: ما رأيت مثل علي بن الحسين فيهم قط»[1]وأخرى يقول "ما جالست في أهل القبلة مثله"،[2]ونقل ابن كثير في كتابه قول« سعيد بن المسيب، وزيد بن أسلم، ومالك، وأبو حازم: لم يكن في أهل البيت مثله»[3]كما ذكروا قول يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري وهو يتحدث عن الإمام " كان أفضل هاشمي رأيته" ومثل ذلك قول حماد بن زيد الجهضمي..

بل امتد أثر الإمام عليه السلام الفكري والفقهي في العلماء إلى نحو قرن بعده، فها نحن نرى محمد بن ادريس الشافعي إمام المذهب المعروف يستدل بفعل الإمام السجاد في مسألة أصولية وهي العمل بخبر الواحد الثقة، فقد نقل عنه الجاحظ أنه " قال الشافعي

[1]) الشيرازي؛ إبراهيم بن علي: طبقات الفقهاء/ 63، هذا بالرغم من أنهم يزعمون أن الإمام كان يقصد زيدا هذا لكي ينتفع به في دينه!! أو في علمه!

[2]) زيد بن أسلم / من مفسري القرآن، تاريخ دمشق 41/ 373

[3]) ابن كثير: البداية والنهاية 12/ 481.