الفقهية الأخرى بالإضافة إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام. وقد أكثر من النقل عن الإمام الباقر عليه السلام حتى أمره الإمام بالتصدي للفتيا والحديث وقل له: اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس فإني أحب أن يُرى في شيعتي مثلك.[1]وكذلك روى الكثير عن الإمام الصادق عليهما السلام وكان الإمام يُجلّه ولما وصله خبر نعيه قال: لقد أوجع قلبي موتُ أبان.

ويظهر من روايات أنه كان قريبًا من الإمام السجاد عليه السلام بحيث نقل روايات عن أحواله المختلفة، فتارة ينقل للإمام الصادق عليه السلام عن أن السجاد إذا قام إلى الصلاة غشي لونَه لونٌ آخر! فيجيبه الإمام الصادق بأن علي بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه.[2]

وينقل لنا أبان بن تغلب قيامَ الإمام السجاد عليه السلام بترتيب أمر بناء قواعد الكعبة بعد أن نقضها الحجاج الثقفي في الحرب بينه وبين ابن الزبير[3]، وكأن التاريخ يكرر نفسه عندما قام رسول الله صلى الله عليه وآله

[1]) نفس المصدر والصفحة.

[2]) الصدوق؛ الشيخ: علل الشرائع١/٢٦٩

[3]) الكليني؛ الكافي ٤/٢٢٢... فقام إليه شيخ فقال: إن يكن عند أحد علم فعند رجل رأيته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها ثمّ مضى، فقال الحجّاج: من هو؟ قال: عليّ بن الحسين عليهما السّلام فقال: معدن ذلك فبعث إلى عليّ بن الحسين عليه السّلام فأتاه فأخبره ما كان من منع اللّه إياه البناء.

فقال له علىّ بن الحسين عليهما السّلام: يا حجّاج عمدت إلى بناء إبراهيم وإسماعيل فألقيته في الطريق وانتهبته كأنك ترى انه تراث لك اصعد المنبر وأنشد الناس ان لا يبقى أحد منهم أخذ منه شيئا الّا ردّه، قال: ففعل فأنشد الناس ان لا يبقى منهم أحد عنده شيء إلّا ردّه قال فردّوه فلمّا رأى جمع التراب أتى عليّ بن الحسين عليهما السّلام فوضع الأساس وأمرهم أن يحفروا قال: فتغيبت عنهم الحية وحفروا حتّى انتهوا إلى موضع القواعد قال لهم عليّ بن الحسين عليهما السّلام: تنحّوا فتنحّوا فدنا منها فغطاها بثوبه ثم بكى غطّاها بالتراب بيد نفسه ثمّ دعا الفعلة فقال: ضعوا بناءكم فوضعوا البناء فلمّا ارتفعت حيطانها أمر بالتراب فقلّب فألقى في جوفه فلذلك صار البيت مرتفعا يصعد إليه بالدرج..