نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 194
أراق دماء المسلمين،[1]فإن
ذلك ـ وما في ظاهره من حرص على العدالة ـ يتناقض تماما مع موقفه تجاه الحجاج
الثقفي حيث نقل أنه كان منسجما معه، مع ما كان معروفا عن الحجاج من الظلم وسفك
الدماء، فقد روى ابن سعد[2]أن
عقبة بن عبد الغافر وأبا الجوزاء وعبد اللهبن غالبفي نفر من
نظرائهم انطلقوا فدخلوا على الحسن فقالوا : يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا
الطاغية الذي سفك الدم الحرام وأخذ المال الحرام وترك الصلاة فعل وفعل ؟ قال :
وذكروا من فعل الحجاج ، قال فقال الحسن : أرى ان لا تقاتلوه[3]فإنها
ان تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم ، وان يكن بلاء فاصبروا
حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.[4]
ولذلك لا غرابة أن يفخمه الحجاج ويدعو إلى
الاقتداء به! ويشجع على مجالسته فـ " مما روي عن تفحيم الحجاج أنه جاء
[1]
) الحر
العاملي؛ إثبات الهداة ٣/٥٣٦ وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه
رأى الحسن البصري وهو يتوضأ للصلاة وكان ذا وسوسة ، فصب على أعضائه ماء كثيرًا ،
فقال له : أرقت ماء كثيرًا يا حسن ! قال : ما أراق أمير المؤمنين من دماء المسلمين
أكثر قال : أوساءك ذلك ؟ قال : نعم ، قال : فلا زلت مسوءا ، قال : فما زال الحسن
عابسا قاطبا مهموما..