إنما المطلوب هنا بالإضافة إلى كثرة العبادة، روح العبادة ومحتواها من الخشية من الله سبحانه ومحبته، ورادعيتها عن التجاوز وتخطي الحقوق والحدود مهما كانت، إلى الدرجة التي جسدها الإمام السجاد في أنه يذهب إلى الحج غاديا وعائدا ولا يضرب ناقته بسوط! ويقول: لولا القصاص!

وبالإضافة إلى روح العبادة ومحتواها، فإن التكامل مع سائر الأمور الحياتية من تعليم الجاهل وإرشاد الضال وتبيين الحقائق لمحتاجها، لهو من الأهمية بمكان. إن من يتفرغ للعبادة (بالنحو المعهود) كيف يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويبلغ رسالة الله وأحكامه؟ وكيف يقتدي به الناس في حياتهم الاجتماعية والأسرية؟ وكيف يبين لهم عمليا أن الدين يدير الحياة بأفضل الأنحاء؟

لعل مما يميز سيد العابدين عليه السلام عن سائر العابدين أن أولئك ـ أو بعضهم ـ انصرفوا إلى القشور والأشكال والمظاهر العبادية فغرقوا فيها بنفس المقدار الذي ابتعدوا عن محتواها وروحها، و هو