نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 206
جسد الأمرين، وكذلك في أنه عاش العبادة متكاملة مع
سائر جهات الحياة، وهم اقتصروا على العبادة والانزواء!
3/ ما نقل عن عبادته عليه السلام من صور وهي كثيرة
لا تستقصى، مع ملاحظة أن العبادة لما كانت تحتاج إلى الخلوص فهي بالسر أولى وإلى
الإخفاء أقرب! ومع ذلك ظهر من عبادته لكثرتها ما ظهر، للخاص والعام والموافق
والمخالف.
فهذا جابر بن عبد الله الانصاري قد " دخل
عليه فوجده في محرابه، قد أنضته العبادة، فنهض علي عليه السلام فسأله عن حاله
سؤالا حفيا، ثم أجلسه بجنبه، فأقبل جابر عليه يقول: يا بن رسول الله، أما علمت أن
الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم! فما
هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟
قال له علي بن الحسين عليهما السلام: يا صاحب
رسول الله، أما علمت أن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله قد غفر الله له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر؟ فلم يدع الاجتهاد له، وتعبد - بأبي هو وأمي - حتى انتفخ الساق
وورم القدم، وقيل له: أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر! قال: أفلا
أكون عبدا شكورا.
فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين عليهما السلام
وليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد والتعب إلى القصد، قال له: يا بن
نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 206