نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 207
رسول الله، البقيا على نفسك، فإنك لمن أسرة بهم
يستدفع البلاء، وتستكشف اللاواء)، وبهم تستمطر السماء. فقال: يا جابر، لا أزال على
منهاج أبويّ مؤتسيًا بهما صلوات الله عليهما حتى ألقاهما؟ فأقبل جابر على من حضر
فقال لهم: والله ما أرى في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب
عليهما السلام، والله لذرية علي بن الحسين عليهما السلام أفضل من ذرية يوسف بن
يعقوب، إن منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.[1]
بل إن مثل عبد الملك بن مروان وهو في الطرف
المقابل للإمام ـ بكل معنى الكلمة من الاقتتال على الدنيا واستفراغ العمر لها ـ
وجد نفسه لا يستطيع إلا إكبار الإمام واحترامه لكثرة عبادته وظهور أثرها في حياته.
حين دخل عليه " فاستعظم ما رأى من أثر السجود بين عيني علي بن الحسين عليه
السلام فقال: يا أبا محمد لقد بين عليك الاجتهاد، ولقد سبق لك من الله الحسنى،
وأنت بضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله قريب النسب، وكِيد السبب، وانك لذو فضل
عظيم على أهل بيتك وذوي عصرك، ولقد أوتيت من الفضل والعلم والدين والورع ما لم
يؤته أحد مثلك ولا قبلك إلا من مضى من سلفك.."[2]