نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 53
للدنيا؟ إن الكثير من القادة العسكريين والزعماء
السياسيين بل عامة الجند والمناصرين إنما يغيرون ولاءهم بين هذا وذاك بمقدار ما
يحصلون من مكاسب لدنياهم! ولذلك لا مانع لديهم أن يباتوا على ولاء شخص فيصبحوا على
ولاء آخر!
ويضاف إلى ذلك ما اشتهر عنه من افتتاحه حكمه
باستعداء العلويين وأهل بيت النبي بل عامة المسلمين بالامتناع عن الصلاة على رسول
الله في خطبته لمدة من الزمان، فإن ذلك يشير إلى عدم أهليته لإدارة المجتمع
والدولة.
ويبقى بنو أمية وكانوا خارج المدينة إلا ما كان من
واليهم عليها (مروان بن الحكم) والذي ثار عليه أهل المدينة وأخرجوه منها ومعه بعض
بني أمية. وينقل المؤرخون هنا عن الإمام السجاد موقفًا أخلاقيًّا (وكم له من مواقف)
حيث رفض الباقون ممن كان ينتفع بموائد مروان أن يكفلوا نساءه وبناته[1]
حتى يرسل خلفهن، بينما استضافهن الإمام عليه السلام في منزله وما لقين من الكرامة
كما لقين عند علي بن الحسين، هذا مع أن مروان بن الحكم هو
[1]) الطبري:
تاريخ الطبري 5/ 485 " لما أخرج أهل المدينة عثمان بن محمد من المدينة، كلم
مروان بن الحكم ابن عمر أن يغيب أهله عنده، فأبى ابن عمر أن يفعل، وكلم علي بن
الحسين، وقال: يا أبا الحسن، إن لي رحمًا،
وحرمي تكون مع حرمك، فقال: افعل، فبعث بحرمه إلى علي بن الحسين، فخرج بحرمه وحرم
مروان حتى وضعهم بينبع".
نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 53