وبعد أن ذكر بأن عبد الله بن الزبير وأخاه مصعبًا قد سكّا النقد وأوصلاه إلى الناس، أشار إلى أن السبب في ذلك أقدام عبد الملك بن مروان في ضرب الدراهم وسكها، واجهته " مشكلة اقتصادية متعلقة بالسياسة وعليه يجب حلها فالنقد المتداول يحمل إشارات لخصومه السياسيين من آل الزبير فما كان عليه إلا أن يعقد اجتماعا لتداول الرأي.. وهنا اشار مستشاره روح بن زنباع عليه بأن معرفة ذلك هو عند الباقي من أهل البيت وهو زين العابدين عليه السلام، إشارة منه إلى الاستفادة من تجربة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والتي تناولها بالتفصيل في أول الدراسة".

وأما علاقة الروم بهذا الأمر، فقال " إن عبد الملك أثناء صراعه الداخلي لتثبيت خلافته عقد اتفاقا مع ملك الروم يدفع بموجبه مبلغا من المال ليكف ملك الروم عن حربه وبعد أن استتب الأمر لعبد الملك وضرب النقد الجديد دفع الجزية المترتبة عليه بهذا النقد مما دعا ملك الروم لرفضه وكانت حجة لعبد الملك لقطع الجزية عن الروم".[1]

ويمكن تأييد ما ذكره الدكتور بما ورد في التاريخ من وجود المردة المسيحيين الذين كانوا يغيرون على أطراف بلاد الشام

[1]) مجلة تراث النجف ص 284