بل كان حضوره في عامة الناس واحترامهم له يفوق الوصف، وما حادثة الطواف حول الكعبة وانفراجة الناس عن طريقه وكأن عصا موسى قد شقت موج الطائفين ليطوف الإمام ويستلم الحجر كما شاء، بينما ولي العهد حينها هشام بن عبد الملك قد جهد أن يصل إلى الحجر الأسود من دون جدوى، وحينها انبرى الفرزدق الشاعر ليسجل هذا الموقف العظيم بذلك الشعر العظيم معددا فيه صفات سيد العابدين علي بن الحسين. هذا في حياته.

وأما بعد مماته فإن المؤرخين ينقلون أن المدينة كلها خرجت لتشييع الإمام السجاد عليه السلام، حتى أن أحدهم لم يجد مسجد الرسول خاليا إلا في ذلك اليوم!

إن هذه الإشارات والملاحظات تبين بوضوح كيف أن الإمام السجاد أعاد الاعتبار لمذهب أهل البيت وخط الإمامة في المدينة ومكة بحضوره وتعليمه وإرشاده وسائر خططه، ولولا ذلك الأمر لعاد المذهب غريبا منفيا ولما أمكن لابنه الإمام الباقر عليه السلام أن يبقر العلم ويخرجه للأمة، معتمدا على هذا الحضور والوجود المتميز الذي صنعه أبوه الإمام السجاد عليهما السلام.

10/ خاتمة جرائم الوليد تسميم الإمام السجاد عليه السلام:

لئن كانت جرائم الوليد كثيرة فلا ريب أن أعظمها وأشنعها