نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 114
اعتصمت
بالله. أما بعد، فإنه وصل إلي كتاب أمير المؤمنين[1]
فيما أمرني من توقيفه على ما يحتاج إليه مما جربته وما سمعته في الأطعمة والأشربة
وأخذ الأدوية والفصد والحجامة والحمام والنورة والباه وغير ذلك مما يدبر استقامة
أمر الجسد، وقد فسر ت له ما يحتاج إليه، وشرحت له ما يعمل عليه، من تدبير مطعمه
ومشربه وأخذه الدواء وفصده وحجامته وباهه وغير ذلك مما يحتاج إليه من سياسة جسمه،
وبالله التوفيق. اعلم أن الله عز وجل لم يبتل الجسد بداء حتى جعل له دواء..»[2].
ثم
استمر الإمام عليه السلام في توجيهه ذاك مشبها
البدن بالملك ومشبها العروق والأعضاء والقلب بما يناسبها في المملكة، وفي
[1] مخاطبة
الإمام إياه بأمير المؤمنين، بل مخاطبة من سبقه من الأئمة لحكام زمانهم بذلك، لا
يدل بالضرورة على إيمانهم بهذا وتسليمهم بانطباق هذا اللقب عليه، تماما ما نتعامل
مع ألقاب أولئك الحاكمين مع عدم اعترافنا بها، فقولنا عن هارون أنه «الرشيد» وعن
عبد الله ابنه أنه «المأمون» وهكذا إنما هو للتعريف مع أننا لا نعتقد برشد ذاك ولا
أمانة هذا. وفي ذلك الوقت فإن «أمير المؤمنين» كلقب رسمي كان يجب على الجميع أن
يتعامل به وإلا عد من لا يسميه بهذا معارضا ومحاربًا وصاحب موقف علني مضاد، ولا
ريب أن الحكمة لا تقتضي مثل هذا، وإلا فمن المعلوم أن لقب أمير المؤمنين بحسب ما
ورد عن المعصومين لا ينطبق حقيقة إلا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، حتى
لقد نهوا عن تلقيب سائر الأئمة بذلك مع أنهم في الحقيقة أمراء المؤمنين وسادتهم.
ويشير لذلك ما عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي
الباقر عليه السلام، يا
بن رسول الله صلى الله عليه وآله لم سُمِّي علي عليه السلام أمير المؤمنين،
وهو اسم ما سُمي به أحد قبله، ولا يحل لأحد بعده؟ قال: لأنه ميرة العلم، يُمتار
منه، ولا يَمتار من أحد غيره.