نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 149
وكان
يصر على أن يأكل معه الخدم والعبيد والموالي فلا يتميز عليهم في مطعمه أو مشربه،
بل ربما كان يقوم على رؤوسهم ليخدمهم! الأمر الذي جر بعض الموظفين في قصر الخلافة
أن يلفت نظره إلى أن هذا مخالف للبروتوكول الرسمي في القصر فقال: إن الرب واحد
والأب واحد.
لقد
فشلت هذه الخطة التي رام منها المأمون إسقاط المثال المعصومي من أذهان الناس،
وتحطيم جانب القدوة في حياة الأئمة! حيث لم يزدد فيها الإمام إلّا فضلًا عندهم ومحلًا
في نفوسهم، وظهر لهم ما كان خافيًا من أخلاقه وفضائله.
فها هو
رجاء بن أبي الضحاك الذي بعثه المأمون لإشخاص الإمام علي الرضا عليه السلام من المدينة إلى مرو خراسان ينقل إليه بإعجاب وإكبار عظيمين
ما شاهده من أخلاق الإمام وعبادته وخضوعه لله حتى قال له المأمون: «يا بن أبي
الضحاك هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم فلا تخبر أحدا بما شاهدته منه لئلا يظهر
فضله إلا على لساني».[1]
ومثل
ذلك ما قاله ابراهيم بن العباس: «ما رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام جفا أحدًا بكلمة قط ولا رأيته قطع على أحد كلامه