قال: فعلت ذلك اضطرارا لا اختيارا حين منعتني حقي من الخمس والفيء!
فقال المأمون: أي حق لك في الخمس والفيء؟
قال: إن الله تعالى قسم الخمس ستة أقسام وقال الله تعالى: {) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}[1]وقسم الفيء على ستة أقسام فقال الله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ }.[2]
قال الصوفي: فمنعتني حقي وأنا ابن السبيل منقطع بي ومسكين لا ارجع على شيء ومن حملة القرآن!
فقال له المأمون: أعطل حدا من حدود الله وحكما من أحكامه في السارق من أجل أساطيرك هذه؟
فقال الصوفي: ابدأ بنفسك تطهرها ثم طهر غيرك وأقم حد الله عليها ثم على غيرك!
[1] الأنفال: 41
[2] الحشر: 7