نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 166
وهذا
الهدف وغيره قد صرح به المأمون أمام حميد بن مهران، وجمع من بني العباس، حين
عاتبوه على البيعة للرضا عليه السلام يقول
المأمون: «قد كان هذا الرجل مستترًا عنا، يدعو إلى نفسه، فأردنا أن نجعله ولي
عهدنا، ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافة لنا، وليعتقد فيه المفتونون به
بأنه ليس مما ادعى في قليل ولا كثير، وأن هذا الأمر لنا دونه.
وقد خشينا إن تركناه على تلك الحال: أن ينفتق علينا منه ما لا نسده، ويأتي علينا
ما لا نطيقه، والآن.. فإذ قد فعلنا به ما فعلنا، وأخطأنا في أمره بما أخطأنا.
وأشرفنا من الهلاك بالتنويه باسمه على ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره.
ولكننا نحتاج إلى أن نضع منه قليلا، قليلا، حتى نصوره عند الرعية بصورة من لا
يستحق هذا الأمر، ثم ندبر فيه بما يحسم عنا مواد بلائه[1].
الهدف الثاني: محاولة إيهام الناس
وخداعهم بأن أهل البيت عليهم السلام
يتظاهرون بالزهد في الدنيا إذا أدبرت عنهم، أما إذا أقبلت عليهم فإنهم يطمعون
فيها، وهذا ما قاله الإمام عليه السلام للمأمون،
قال: تريد بذلك أن يقول الناس: إنّ عليّ بن موسى عليهما السلام لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد
طمعاً في الخلافة؟[2]