نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 21
وربما
يكون ذلك لأن قتل الإمام الكاظم كان أشبه بالفضيحة الكبرى بالنسبة له، أو لغير ذلك
من الأسباب!
وفي
هذا الظرف فقد استغرب بعض شيعة الإمام عليه السلام منه
تصديه للإمامة مع كون سيف هارون لا يزال يقطر بالدم! وأجابهم الإمام عليه السلام بأن عليه من الله واقية وأنه يحميه منه، واستشهد بما قاله
رسول الله صلى الله عليه وآله، فعن محمد بن
سنان قال: «قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام في
أيام هارون: إنك قد شهرت نفسك بهذا الأمر وجلست مجلس أبيك وسيف هارون يقطر الدم،
فقال: جرّأني على هذا ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بنبيٍّ، وأنا أقول لكم: إن
أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بإمام».[1]
وكان
من أوائل المبادرين إلى بيعته بالإمامة في البيت الكاظمي أخو الإمام أحمدُ بن
موسى، فإنه مع أمه[2] رضوان الله
عليها
[2] المجلسي:
بحار الأنوار٤/ ٣١٠ ناقلا عن الإرشاد للمفيد: فلما شاع
خبر وفاة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في
المدينة اجتمع أهلها على باب أم أحمد، وسار أحمد معهم إلى المسجد ولما كان عليه من
الجلالة، ووفور العبادة ونشر الشرايع، وظهور الكرامات ظنوا به أنه الخليفة والإمام
بعد أبيه فبايعوه بالإمامة، فأخذ منهم البيعة ثم صعد المنبر وأنشأ خطبة في نهاية
البلاغة، وكمال الفصاحة، ثم قال: أيها الناس كما أنكم جميعا في بيعتي فاني في بيعة
أخي علي بن موسى الرضا واعلموا أنه الإمام والخليفة من بعد أبي، وهو ولي الله
والفرض علي وعليكم من الله ورسوله طاعته، بكل ما يأمرنا. فكل من كان حاضرا خضع
لكلامه، وخرجوا من المسجد، يقدمهم أحمد بن موسى عليه السلام وحضروا باب دار الرضا عليه السلام
فجددوا معه البيعة.
نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 21