نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 225
المتوكل
أيضا واختفى! ولقد كان يقول قصائده تلك في مدح أهل البيت وهجاء أعدائهم ويعلم ما
الذي ينتظره وما هو الثمن الذي سيدفعه! أليس هذا هو حال المؤمنين الصادقين؟
وبطبيعة
الحال فإن مثل هذه المواقف التي تبقى - كما هي باقية الآن - بين الناس لن تجلب
عليه إلا الدعايات المضادة من قبل أنصار الخلافة والخلفاء، حتى أنه اتُّهِم بشتم
صفية بنت عبد المطلب! وأراد القاضي محاكمته على ذلك؛ الأمر الذي جعله يسخر منه
قائلا: سخنت عينك! أمن دين الرافضة شتم صفية بنت عبد المطلب؟
ولا تزال
الصورة التي أراد أتباع الخلفاء إبقاءها عنه هي صورة الشخص السبّاب الهجّاء
المشاغب! لكي تختفي صورة المقاوم الرسالي والصادع بالحق أمام الزيف، وصورة أبي ذر
الغفاري في زمانه!
أربعون
سنة كما قال هو يحمل على ظهره خشبة صلبه، ثمنا لمواقفه، وعمر طويلا - في تصديق
لقول أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام : «وإن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق، وأفضل من
ذلك كله كلمة عدل عند إمام جائر».[1]