والثانية: أنه ما يدريهم أن الإمام
الرضا لم يغسل أباه؟ فإن الذي مكّن عليًّا بن الحسين عليه السلام أن يأتي كربلاء بعدما كان محبوسًا ومقيَّدًا في الكوفة فيلي أمر والده في
تجهيزه ودفنه قادر على أن يمكّن الإمام عليًّا بن موسى من تغسيل أبيه وتجهيزه.
وهذا ما صرح به الإمام الرضا في إجاباته لأسئلتهم المتكررة وتشكيكاتهم.
فقد روي أنه دخل على الإمام الرضا، عليّ بن أبي حمزة البطائني وابن السراج وابن
أبي سعيد المكاري (وهم من عمد الواقفة) فقال له عليُّ بن أبي حمزة: روينا عن آبائك عليهم السلام أن الإمام لا يلي أمره إذا مات إلّا إمام مثله!
فقال له الرضا عليه السلام : أخبرني عن الحسين بن
عليّ إمامًا كان أو غير إمام؟
قال: كان إماما، قال: فمن ولي أمره؟ قال: عليُّ بن الحسين عليهما السلام!
فقال
(الرضا): وأين كان عليُّ بن الحسين؟
قال:
كان في يد عبيد الله بن زياد محبوسًا بالكوفة!
[1] مر في
صفحات سابقة كيف أن عليا بن يقطين لم يفهم من كلام الإمام موسى الكاظم: «هذا سيد
ولدي وقد نحلته كنيتي» أن هذا إشارة لإمامته وخلافة أبيه فيها بينما فهم هشام بن
الحكم ذلك منه.. فقال له: أخبرك والله أن الامر فيه من بعده.
نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 33