نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 47
مقتل
محمد الأمين وهزيمة جيشه وإن كان نصرًا مهمًّا كسبه أخوه المأمون لكن لم تنته
معارك المأمون بعد، ولم تخلص الأمور له، فأمامه عدد من الحركات المعادية له،
سياسية وعسكرية، لا يزال بحاجة للكثير من الوقت والجهد لإخمادها.
وسيأتي
في موضوع لاحق تفصيل هذه التحديات التي واجهها المأمون، من غضبة الأسرة العباسية
بل المجتمع العربي في بغداد والعراق، لقتله أخاه محمدا الأمين وتمكينه العناصر
الفارسية ولا سيما الفضل بن سهل وأسرته من مقاليد القرار الرسمي، وكان لا بد من
التفكير في مخرج من هذه التحديات، فوصل -وقيل بمشورة الفضل بن سهل - إلى نتيجة أن
يستقدم الإمام عليًّا الرضا عليه السلام ويضمه
إلى جهازه الحاكم فيصب أهدافا متعددة بضربة واحدة.
فهو من
جهة سيحرج الحركات العلوية التي ستكون في وجه سيد البيت العلوي، شخصيةً وعلمًا،
وبالتالي ستكون في وجه شيعته، ومن الطبيعي أن ينفض هؤلاء عن تأييدها! ومن جهة أخرى
سيكون ذلك بمثابة التهديد للأسرة العباسية وأنهم ما لم يمحضوا المأمون ولاءهم فإنه
سيتجه بالخلافة والحكومة نحو الأسرة الطالبية العلوية (منافسهم الأصلي). ومن جهة
ثالثة فهو سوف يستقطب تأييد (طيبي القلوب وذوي النيات الحسنة) في أنه شخص مختلف عن
أسلافهم، وأنه سينظر بعين الإنصاف للأمور.
نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 47