responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 48

وسيأتي في صفحات لاحقة، تفصيل سياسة المأمون العباسي وغايته من تولية الإمام العهد، وفي المقابل تدبير الإمام عليه السلام ، بعدما رأى أنه لا سبيل له إلا القبول تحت التهديد المبطن بالقتل،[1]فكان أفضل الخيارات بحسب تلك الأوضاع هو القبول الظاهري، مع اشتراط ألّا يتدخل في أمور الحكم من عزل ونصب وإمضاء وتأييد أو إنكار، وفي الأثناء كان يبين الإمام لأصحابه وشيعته بأن (هذا الأمر لا يتم)[2].

وكان الأمر كذلك سواء بحسب الحسابات الغيبية أو حتى الحسابات العادية، فنحن لو نظرنا إلى أن ولادة المأمون كانت في سنة 170 هـ . يعني أنه حين تولى الإمام العهد كان عمره 31 سنة بينما كان الإمام عليه السلام الذي ولد سنة 148 هـ عمره في ذلك الوقت 53 سنة، أي أكبر منه سنًّا بأكثر من عشرين سنة، وطبق المنطق الطبيعي للأمور فلا تكون ولاية العهد هذه جادة. إذ لم يعهد في


[1] وقد جرى مثل ذلك في قضية الشورى التي شكلت من قبل الخليفة الثاني.

[2] الصدوق: عيون أخبار الرضا ٢/ ٢١٨؛ في حديث طويل عن اجتماع للإمام مع العلماء والفقهاء بحضور المأمون وإجابات الإمام المدهشة في مختلف المسائل وهو ما أعجب المأمون فقام بمدحه أمامهم ، يقول الحسن بن الجهم: «فلما قام الرضا عليه السلام تبعته فانصرف إلى منزله فدخلت عليه وقلت له: يا بن رسول الله الحمد لله الذي وهب لك من جميل رأي أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك! فقال عليه السلام: يا بن الجهم لا يغرنك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع مني فإنه سيقتلني بالسم وهو ظالم لي! إني أعرف ذلك بعهد معهود إليَّ من آبائي عن رسول الله صلى الله عليه وآله فاكتم هذا ما دمت حيًّا! قال الحسن بن الجهم: فما حدثت أحدًا بهذا الحديث إلى أن مضى عليه السلام بطوس مقتولًا بالسم!

نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست