نام کتاب : عصبة الاثم للاخراج نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 114
فقال الأشعث: يا خليفة رسول الله، إني ما غيرت ولا
بدلت ولا شححت على مال، ولكن عاملك زيادًا جار على قومي، فقتل منهم من لا ذنب له،
فأنفت لذلك، وانتصرت لقومي فقاتلته، وقد كان مني ما قد كان، فإني أفدي نفسي وهؤلاء
الملوك، وأطلق كل أسير في بلاد اليمن وأكون عونًا لك وناصرًا ما بقيت، على أنك
تزوجني أم فروة بنت أبي قحافة، فإني لك نعم الصهر، فهذا خير مما يقول عمر بن
الخطاب!.
قال: فأطرق أبو بكر، ثم رفع رأسه وقال: إني قد فعلت.[1]
والعجيب أنه بينما قامت الخلافة بقتل مالك بن نويرة
التميمي وسبي امرأته فيما زعم من ردته، ولم يشهر سيفًا ولم يقاتل أحدًا! فإن
الأشعث هذا مع قتاله وغدرته بأصحابه وأنصاره، انتهى أمره إلى أن " زوجه أبو
بكر أخته أم فروة بنت أبي قحافة وأحسن إليه غاية الإحسان، وكان الأشعث بن قيس عنده
بأفضل المنازل وأرفعها"[2]
وولدت له أم فروة بنت أبي قحافة محمدَ بن الأشعث، وإسحاق بن الأشعث، وإسماعيل.
فهذا هو سيد الأسرة ومربيها ومثلها الأعلى! هل انتهت الأمور
إلى هنا؟ لقد أخبر أمير المؤمنين علي عليه السلام، عن أن " جينات "
الغدر والخيانة ستنتقل إلى أعقابه، فقال: " للأشعث بن قيس: إني
[1] ) الواقدي ؛ محمد بن عمر: الردة مع نبذة من فتوح
العراق ص213.