وتنقل صورتان متقابلتان عن ما بعد ذلك من حياته،
ولقائه بالحجاج بن يوسف الثقفي، إحداهما فيها: ذم له ومدح غير مباشر للحجاج وهي:
ما نقله البلاذري في الأنساب بقوله: " ويقال إن الحجاج سأله كيف صنع بالحسين
فقال: دسرته بالرمح دسرا وهبرته بالسيف هبرا. فقال الحجاج: لا تجتمعان في الجنة
والله أبدًا، وقال: ادفعوا إليه خمسمائة درهم، فلما خرج قال: لا تعطوه شيئًا».[3]فالملاحظ
هنا أن القارئ سيحمد للحجاج موقفه وكلامه، وأنه يعتبر أن الحسين هو في الجنة، ولا
يمكن أن يكون سنان فيها إذ هو قاتله! كما أن القارئ سيعجبه أن الحجاج لم يعطه في
النتيجة شيئًا!
وأما الصورة الثانية فهي ما نقله ابن سعد في الطبقات
وفيها ذم للحجاج حيث استحسن فعل سنان، من قوله: «قال الحجاج: من كان له بلاء
فليقم؟ فقام قوم فذكروا، وقام سنان بن أنس فقال: