موضع السرِّ والأمانةِ منّي … وعلى ثغر مغنمي وجهادي
وأقام عنده شهرًا، فوصله بألف ألف درهم، ومثلها عروضًا
وجواهر ودوابًّا وعبيدًا، وأطلق له خَراج العراق سنة، وعاد إلى العراق».[1]
ومن المعلوم أن مثل ابن زياد لا يستطيع أن يقدم على عمل
بهذه الخطورة ( قتل الحسين عليه السلام) من دون أن يكون لديه أوامر واضحة بذلك،
وقد صرح هو نفسه بذلك، عندما سئل عن الأمر فقال إنه خُير بين قتل الحسين أو أن
يقتل، فاختار الأول.[2]
وقد سبق الطبري إلى اختصار مضمون الخبر السابق فقال:
" لما قتل عُبَيْد اللَّهِ بن زياد الحسين بن على ع وبني أَبِيهِ، بعث برؤوسهم
إِلَى يَزِيد بن مُعَاوِيَة، فسر بقتلهم أولًا، وحسنت بِذَلِكَ منزلة عُبَيْد
اللَّهِ عنده»[3]
3/ إن معاصري يزيد حمّلوه مسؤولية
القتل، وواجهوه بذلك ولم ينكر أو ينفِ ذلك! فمنهم العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين
عليه وعليها السلام، فقد خاطبت يزيد في مجلسه وأمام الناس وقالت في
[1] ) سبط ابن الجوزي : مرآة الزمان في تواريخ
الأعيان 8/ 186.