نام کتاب : عصبة الاثم للاخراج نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 65
سرجون المسيحي
على يزيد بأن المهمة المطلوبة ليس لها إلا ابن زياد!
وهكذا كان فتولى
ابن زياد البصرة! وكما قال هو لاحقًا بأن يزيد خيره بين أن يقتل الحسين أو أن
يُقتَل هو فاختار الأول![1]
وجاء كما
الطاعون لا يبقي ولا يذر! فاعتقل في الكوفة المئات من أعيان أصحاب أمير المؤمنين
عليه السلام، وأودعهم السجن، وقتل العشرات كما أشرنا إلى بعضهم! وقضى على رسول
الحسين مسلم بن عقيل بن أبي طالب، وهانئ بن عروة وأمر بصلبهما.[2]
وقد أظهرت
الأحداث التالية مدى قسوة هذا ( الدعيّ) وعدم مراعاته لأي حواجز دينية أو أخلاقية،
فهو لا مانع لديه أن يضرب وجه هانئ بقضيب حديدي ويسيل الدم منه، بعد أن استدرجه
وأمّنه! ولا يهمه أن يأمر القاضي بأن يكذب على عشيرته بأنه لا ضرر عليه ولا بأس
فهو في ضيافة الأمير! وتمامًا مثلما عبّر عنه الحوار بينه وبين مسلم بن عقيل:
" فقال له ابن زياد: قتلني اللّه إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحدٌ في الإسلام
من النّاس، فقال له: أما إنّك أحقّ من أحدث في الإسلام مالم يكن، و إنّك لا تدع
سوء القتلة و قبح المثلة و خبث السّيرة و لؤم الغلبة، فأقبل ابن زياد يشتمه و يشتم
الحسين و عليًّا عليهما السّلام و عقيلًا و أخذ مسلم لا يكلّمه ".[3]
[1] ) ابن الأثير: الكامل في التاريخ 3/ 234. «أَمَّا
قَتْلِي الْحُسَيْنَ فَإِنَّهُ أَشَارَ إِلَيَّ يَزِيدُ بِقَتْلِهِ أَوْ قَتْلِي فَاخْتَرْتُ
قَتْلَهُ».