نام کتاب : عصبة الاثم للاخراج نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 84
من العهود
والمواثيق! وكان المختار أول ما ظهر أحسن شيء سيرة وتألفا للناس، وكان عبد الله بن
جعدة بن هبيرة أكرم خلق الله على المختار لقرابته بعلي، فكلم عمر بن سعد عبد الله
بن جعدة وقال له: إني لا آمن هذا الرجل- يعني المختار- فخذ لي منه أمانا، ففعل..
واستثنى فيه بالقول: إلا أن يحدث حدَثًا!
«قال: فكان أبو
جعفر محمد بن علي (الباقر) يقول: أما أمان المختار لعمر بن سعد: إلا أن يحدث حدثا،
فإنه كان يريد به إذا دخل الخلاء فأحدث.
وأصبح المختار
فبعث إليه أبا عمرة، وأمره أن يأتيه به، فجاءه حتى دخل عليه فقال: أجب الأمير، فقام
عمر: فعثر في جبة له، ويضربه أبو عمرة بسيفه، فقتله، وجاء برأسه في أسفل قبائه حتى
وضعه بين يدي المختار، فقال المختار لابنه حفص بن عمر بن سعد وهو جالس عنده: أتعرف
هذا الرأس؟ فاسترجع وقال: نعم، ولا خير في العيش بعده، قال له المختار: صدقت، فإنك
لا تعيش بعده، فأمر به فقتل، وإذا رأسه مع رأس أبيه ثم إن المختار قال: هذا بحسين
وهذا بعلي بن حسين، ولا سواء، والله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من
أنامله».[1]