بقول الإمام لمروان بن الحكم: يا بن الزرقاء! فهو لا يذكر لونها وإنما يذكر أنها مشهورة بالعهر بهذا الاسم.

ومن العجيب ما تم تناقله قبل مدة، من غير تحقيق ولا نظر! من نسبة أمور لهذا الأبقع! فمنها: أنه حج سبع عشرة مرة! وأنه كان يصلي في الليلة كذا وكذا، وأنه من شيعة الإمام علي عليه السلام!

وكل هذه لا صحة لها ولا مصدر معتبر يذكرها! ونحن نحتمل أن يكون الشخص أو الجهة التي ألّفتها ونشرتها تتقصد هدفًا، هو القول أن هذه الأعمال العبادية غير نافعة! ولكنها لا تستطيع قول ذلك بالصراحة فتأتي بها في ضمن هذا الترتيب! أن يقال شمر قاتل الحسين كان يصلي ويتنفل وقد حج كذا وكذا!

ومع كون ما سبق غير صحيح كما ذكرنا، فلم يعرف عنه صلاح ظاهري! ولم يذكر ما سبق في مصدر معتبر، فمع ذلك يقال إنه لا ارتباط بين الأمرين فكما يوجد مثله لو فرضنا أنه حج واعتمر ومع ذلك قتل الحسين عليه السلام، فإن هناك عشرات الألوف ممن تطوعوا في العبادات وكانت مسيرتهم صحيحة وسليمة! فأي ارتباط بين هذه الأعمال العبادية وقتل الحسين؟

وأما كونه من شيعة الإمام عليه السلام فهذا أيضا لا ذكر له! ولعل هؤلاء وهموا أو تعمدوا إيهام غيرهم بذلك! معتمدين على أنه لا بد أن يكون قد خرج مع جيش الإمام علي عليه السلام في صفين![1] وهو

[1] ) المنقري ؛ ابن مزاحم : وقعة صفين ص ٢٦٨ ؛ ذكر مشاركته فيها مع قبيلته إلى جانب الامام علي.