وسيكون عمره حينها 28 سنة. وربما لهذه الجهة وهي طول فترة إقامته في سامراء التي كانت تعرف بالعسكر حينئذ، فقد اكتسب لقب العسكري[1] نسبة إلى هذه المدينة وهي عاصمة الدولة العباسية في عهدها الثاني.

وقد ذكرنا في كتاب النقي الناصح؛ الإمام علي بن محمد الهادي: أن ما ذهب إليه باحثون[2]أن تاريخ إشخاص الإمام الهادي كان في سنة 233 هـ اعتمادًا على الطبري، وبملاحظة ما قيل من أنه مكث في سامراء عشرين سنة، وأنه استشهد سنة 254 فيكون إشخاصه إليها في تلك السنة، مما لم نرَ له وجهًا صحيحًا. فقد سُعي بالإمام عليه السلام من قبل والي المدينة الذي حرّض المتوكل

[1]) كذلك والده الإمام الهادي أيضا يلقب بالعسكري، كما يلحظ الناظر الروايات الواردة عنه حيث يذكره الرواة بهذا العنوان أحيانا.

[2]) جعفريان؛ رسول: الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع) ٢/ ١٣٦ قال: «ففي سنة 233 هـ قرر المتوكل المجيء بالإمام من المدينة إلى سامراء، وذكر الشيخ المفيد ان ذلك كان في سنة 243 هـ ، وهو غير صحيح. إذ ان هذا التاريخ إشارة إلى السنة التي استنسخ فيها أحد الشيعة رسالة المتوكل إلى الامام ، لكن الشيخ تصور خطأ انها تاريخ جلب الامام إلى سامراء».

أقول: الظاهر أن ما ذكره الشيخ المفيد هو الصحيح دون ما قاله الشيخ جعفريان، ويشير إليه نص الحديث كما في الكافي 1/549 حيث جاء: - محمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا قال: أخذت نسخة كتاب المتوكل إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام من يحيى بن هرثمة في سنة ثلاث وأربعين ومائتين وهذه نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن أمير المؤمنين عارف بقدرك.. الخ. ولا نفهم معنى واضحًا لأن يستنسخ أحد أصحاب الإمام رسالة المتوكل إلى يحيى بعد 14 سنة لكي يأتي بها للإمام! حتى يقال إن ذلك كان تاريخ الاستنساخ لا تاريخ الرسالة نفسها!