نام کتاب : والد المهدي الامام العسكري نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 143
بل
تهجّر الإمام من بلده الأصلي إلى بلدان أخر (لا شعبية له فيها ولا معرفة من الناس
له) أو تفرض على بعضهم السجن والاعتقال، أو تستقدمهم إلى عواصم الخلافة فيما يشبه
الإقامة الجبرية وتمنع الناس من الاتصال بهم، وقد رأينا هذا الأمر في الكثير من
أئمة الهدى عليهم السلام.
إلا أن
الشيء الجديد الذي لاحظناه في حياة الأئمة الثلاثة بعد الجواد (العسكريين والمهدي)
أنهم هم فرضوا الاحتجاب على أنفسهم، ومنعوا في حالات كثيرة شيعتهم من التواصل
العلني المباشر معهم، حتى على مستويات إلقاء التحية والسلام[1]
فضلا عن حضور حلقات دروسهم والكون معهم اجتماعيًّا.
ومع أن
هذه السياسة كانت ضرورية فيما نفهمها خصوصًا أيام الإمام العسكري لحماية شيعته، في
وقتٍ كان أمر سجن أصحاب الإمام عليه السلام هو من أسهل الأمور. فإنه يستفاد من
الروايات أن سجن الإمام العسكري أكثر من مرة ـ كما تعرضنا له في فصل: من الميلاد
إلى الاستشهاد ـ كان يرافقه أو يسبقه اعتقال عدد غير قليل من أتباعه وأصحابه
الخاصين.
[1]) المسعودي:
إثبات الوصية ٢٧٢: لمّا أفضى الأمر إلى أبي محمّد عليه السّلام
كان يكلّم شيعته الخواصّ وغيرهم من وراء الستر إلّا في الأوقات التي يركب فيها إلى
دار السلطان..
نام کتاب : والد المهدي الامام العسكري نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 143